هل تبحث عن طرق سرية وسريعة لتصدر نتائج البحث؟ ربما سمعت تلك النصيحة الذهبية التي تتردد في كواليس عالم الـ SEO: “اترك تعليقاً على مدونة كبيرة، أضف رابط موقعك، وشاهد السحر يحدث!”. إنها استراتيجية باكلينك من التعليقات، الطريقة التي وعدت الآلاف بالوصول إلى قمة جوجل بأقل مجهود.
ولكن هنا، في هذه اللحظة، سأكشف لك الحقيقة الصادمة. هل ما زال هذا الكنز المزعوم يلمع في عام 2025، أم أنه تحول إلى فخ قد يضر بسمعة موقعك أكثر مما ينفعه؟ اربط حزام الأمان، فنحن على وشك الغوص في أعماق خوارزميات جوجل لكشف الحقيقة الكاملة.
ما هو “باكلينك من التعليقات” ولماذا كان قوياً؟
في الأيام الخوالي للإنترنت، كانت محركات البحث بسيطة وبريئة. كانت ترى كل رابط (باكلينك) كأنه “صوت ثقة” وتوصية مباشرة. إذا حصل موقعك على رابط من موقع آخر، فهذا يعني أن الموقع الآخر يثق في محتواك. وكلما زادت “أصوات الثقة” هذه، ارتفعت مكانتك في نظر جوجل.
وهنا وُلدت استراتيجية باكلينك من التعليقات. كانت المعادلة بسيطة:
- ابحث عن مدونة مشهورة.
- اكتب أي تعليق (غالباً “مقال رائع، شكراً لك!”).
- ضع رابط موقعك في حقل الموقع الإلكتروني.
- مبروك! لقد حصلت على “صوت ثقة” مجاني.
كانت تلك هي الحقبة الذهبية… حتى استيقظت جوجل.
الضربة القاضية من جوجل: كيف تغيرت اللعبة إلى الأبد؟
أدركت جوجل أن هذه الطريقة قد تم استغلالها بشكل سيء جداً، وتحولت أقسام التعليقات إلى حقول من الروابط العشوائية المزعجة (Spam). فكان لابد من وضع حد لهذه الفوضى.
وهنا، أطلقت جوجل سلاحها السري: وسم (Tag) بسيط ولكنه غيّر كل شيء، وهو rel="nofollow"
.
فكر في هذا الوسم كأنه رسالة مشفرة من صاحب المدونة إلى عناكب بحث جوجل، تقول:
“يا جوجل، انظر، أنا أسمح بوجود هذا الرابط في قسم التعليقات، لكنني لا أعرفه ولا أثق به. لذا، من فضلك، لا تعطيه أي قوة أو “صوت ثقة” من موقعي.”
لاحقاً، تطور الأمر وأطلقت جوجل وسماً أكثر دقة وهو rel="ugc"
(محتوى من إنشاء المستخدم)، وهو مخصص تماماً للتعليقات والمنتديات.
اليوم، جميع منصات التدوين الكبرى مثل ووردبريس تقوم تلقائياً بختم كل رابط في قسم التعليقات بهذا الوسم. وبهذا، تم تحييد القوة السحرية التي كان يتمتع بها باكلينك من التعليقات بشكل شبه كامل.
هل ماتت استراتيجية التعليقات إذن؟ لا، لقد تطورت!
إذا كان هدفك هو الحصول على “صوت ثقة” لرفع ترتيبك في جوجل، فالإجابة هي نعم، هذه الاستراتيجية ماتت. لكن إذا كنت ذكياً، ستدرك أن اللعبة لم تنتهِ، بل تغيرت قواعدها. الهدف لم يعد إقناع الروبوتات، بل جذب البشر.
إليك الكنز الحقيقي الذي لا يزال مدفوناً في أقسام التعليقات:
- صيد الزوار الأوفياء (Referral Traffic): تخيل أنك في مدونة ضخمة يقرأها الآلاف في مجالك. بدلاً من كتابة “شكراً لك”، قمت بكتابة تعليق عبقري يضيف قيمة حقيقية للمقال، يفتح نقاشاً، أو يحل مشكلة. ماذا سيحدث؟ القراء الفضوليون وصاحب المدونة نفسه سيقولون: “من هذا الشخص الذكي؟” وسينقرون على رابط ملفك الشخصي لزيارة موقعك. هؤلاء ليسوا مجرد زوار، بل هم زوار مهتمون حقاً بما تقدمه.
- بناء الجسور لا الروابط (Networking & Reputation): التعليقات القيّمة تبني سمعتك كخبير في مجالك. عندما يرى أصحاب المدونات الكبيرة اسمك يظهر مراراً وتكراراً مع تعليقات مفيدة، لن يروك كـ “سبامر”، بل كزميل وشريك محتمل. هذه هي بوابتك الذهبية للحصول على فرصة لكتابة مقال كضيف (Guest Post)، والذي سيمنحك “باكلينك” حقيقياً وقوياً من نوع
dofollow
يساوي آلاف الروابط من التعليقات.
قد يفيدك كذلك هذا المقال: دليل SEO للمدونين: كيف تظهر في الصفحة الأولى بجوجل لزيادة أرباح أدسنس
الخلاصة: العبها بذكاء في 2025
توقف عن مطاردة الأشباح، استراتيجية بناء باكلينك من التعليقات لتحسين ترتيبك مباشرة هي مضيعة للوقت.
بدلاً من ذلك، غيّر عقليتك من “باني روابط” إلى “باني علاقات“. استخدم التعليقات كمنصة لإظهار خبرتك، وتقديم قيمة، وجذب انتباه البشر، لا الخوارزميات، ابحث عن أفضل 5 مدونات في مجالك، وشارك في نقاشاتهم بتعليقات ذكية ومفيدة، افعل ذلك باستمرار، وشاهد كيف ستتحول هذه التعليقات من مجرد روابط ميتة إلى جسور تجلب لك الزوار المخلصين والفرص التي لم تكن تحلم بها.
لذلك تعليقك على هذا المقال ونقل تجربتك ليشاهده مئات الأشخاص هي البداية لبناء علاقات وإضافة زوار لمدونتك، فلاتبخل على نفسك بتعليق بسيط ومفيد من شأنه أن يصنع الثقة لموقعك..
"مقال رائع ومفيد جدًا، شكراً على الشرح الوافي! فعلاً كنت أظن أن التعليقات القديمة على المدونات ما زالت تعطي قوة للـ SEO، لكن الآن فهمت أن الهدف الحقيقي هو جذب الزوار وإظهار القيمة أكثر من مجرد الروابط. سأبدأ بتطبيق نصيحتك حول كتابة تعليقات مفيدة وبناء علاقات، وأتطلع لمتابعة تأثير ذلك على موقعي."
شكراً ياصديقي على مرورك ونقل تجربتك، فكل مشاركة نكتبها هي فرصة لبناء جسر من التواصل، ووجود رابط لموقعك هو دعوة مفتوحة للجميع لاستكشاف المزيد عنك، وتذكر دائماً أن موقعك هو منزلك الرقمي الذي تستقبل فيه ضيوفك؛ كلما كان أنيقاً ومفيداً، زاد انطباعهم الإيجابي ورغبتهم في العودة مرة أخرى.
مقال اكثر من رائع سابقا كنت استخدم الطريقة لكن كان هناك جدل عليها فتركت الطريقة الان بعد قرأت مقالك ساعود لها من جديد كل الشكر لك
أحسنت أخوي أحمد وشكراً لمرورك الكريم، بالفعل نحتاج إلى تغيير قناعاتنا قبل استراتيجياتنا..
شكرا لك وجزاك الله خير
مقال ممتاز ويضع النقاط على الحروف
شكراً أبو راكان على مرورك وتعليقك، أنت تملك مدونة جميلة بصرياً وغنية بالمقالات والفوائد الرائعة، بالتوفيق ياصديقي،،